أنت هنا: الرئيسية أهل البيت شعراء الكعبي / الحاج هاشم (رحمه الله) ينظم في مدح الإمام الحسين (ع)
 
 


ينظم في مدح الإمام الحسين (ع)

البريد الإلكتروني طباعة

الشاعر الحاج هاشم الكعبي
ينظم في مدح الإمام الحسين

أَتَوا فِي العُلا ما ليس يدري فَأُغرِبَتْ معاني الثَّنَا في مجدهم حيثُ أُغرِبُوا
تَرى الطيرَ في آثارهم طالبَ القرى متى ضَمَّهُم في حومة الحَربِ مَوكبُ
عشية أضحى الشِّرك مرتفع الذَّرى وولت بشمل الدِّينِ عنقاء مغربُ
بكل فتىً للطَّعنِ في حَر وجهِهِ مَراحٌ وللشُّرب المُرَعْبَلِ مَلعَبُ
بكل نقى الخَدِّ لولا خَطَا القَنَا ترى الشمس مِن مَعناه تَبدو وَتَغرُبُ
كثيرُ حياً لولا وقَاحَةَ رُمحَهُ لَحَقَّ به للعاشقين التَشَبُّبُ
كأنَّ الحِدادَ البِيض تخضب بالدِّما لعينيه ثَغرٌ باردُ الظلم أشنبُ
كأنَّ القنا العَسَّال وهي شوارع قدودٌ تُثَنَّي بالمَرَاحِ وتلعبُ
كأنَّ صليلَ المُرهَفَات لِسَمعِهِ غَوَانٍ تغني بالصبا وتُشَبِّبُ
كأنَّ ظلامَ النَّقع صُبحُ مَسَرَّةٍ لديه ويوم السِّلم إن هَاجَ غَيْهَبُ
كأنَّ المنايا السُّودَ يطلعُ بينها أخو البدرِ معشوق الجَمَال مُحَجَّبُ
كأنَّ رُكَامَ النَّقعِ مِن فوقِ رأسِهِ أرائِكُ تُبنى للوِصَال وتُضرَبُ
كأنَّ الظبَا منها نجومٌ مضيئةٌ ويومُهُمُ مِن ثائرِ النَّقعِ غَيْهَبُ
كأنَّ صدورَ البيضِ مِن ضَربِهَا الطلا أخو صبوة مضنى الفُؤَاد مُعَذَّبُ
كأنَّ أطاريفَ الأسنةِ تَكْتَسِي دَماً طرف صب أَحمرِ الدَّمعِ صَيِّبُ
كأنَّ السِّهَامَ الوارداتِ لِصَدرِهِ بنانٌ يعاطيهِ المدام مُخَضَّبُ
كأنَّ ازدحامَ القرنِ منه لقرنه نديمانُ في كفيهما الرَّاحُ تَقطُبُ
كأنَّ حَطِيمَ السُّمرِ في لَمسِ كفِّهِ من الطعنِ هدابُ الدمقس المُهَذَّبُ
وَمَرُّوا على مُرِّ الطعان كأنَّه لديهم جنى النَّحل بل هو أطيبُ
وأَقبَلَ ليثُ الغابِ يهتفُ مُطرِقاً على الجمع يطفو بالأُلُوفِ ويرسبُ
إلى أن أتاهُ السَّهمُ من كفِّ كافرٍ ألا خَاب بَاريهِ وضلَّ المُصَوَّبُ
فَخَرَّ على حَرِّ التراب لوجهه كما خَرَّ من رأسِ الشناخيب خشبُ
ولم أنسَ مهما أنسَ إذ ذاك زينباً عشيَّة جائت والفواطم زينبُ
عَراها الأَسى حتى استباح اصطِبَارُهَا وأذهَلَهَا حتى استَبَانَ المنقبُ
أتَتْ وهيَ حَسرَى الوجه ممَّا يروعُها وكم حاسر في صونِهِ يَتَحَجَّبُ
تَحِنُّ فيجرِي دَمعُهَا فَتُجِيبُهَا ثَواكِلُ في أحشائِهَا النَّارُ تلهبُ
نوائحُ يعجِمْنَ الشَّجا غير أنها تبين عن الشَّجْوِ الخفيِّ وتعربُ
نوائحُ يَشجِيْنَ الحَمَامَ هَدِيلُهَا إذا ما حَدَى الحَادِي وثَابَ المثوبُ
أُسَارَى بِلا فَادٍ وَلا مِن مناجدٍ يعنفها حَادٍ ويعنف مركبُ
إلى الله أشكو لوعةً عند ذكرِهِم تَسِحُّ لها العينان والخَدُّ يشربُ
أمَا فِيكُمُ يَا أمةَ السُّوء غِيرَةً إذا لم يكن دِينٌ ولم يَكُ مَذهَبُ
بناتُ رسولِ اللهِ تُسبَى حَواسِراً وَنُسْوَتُكُمْ في الصَّوْنِ تُحمَى وَتُحجَبُ