ملأتم رباع الأرض بالنوح والندب |
كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب |
فأين عصور هذبت من غرائز |
وسارت مع الإنسان من أوّل الدرب |
كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب |
دعوها لردّ الحقّ والوطن المسبي |
وليست دمانا سلعة تشترونها |
وما للدما أثمان عند ذوي اللب |
لقد بعتم قدس الدماء وطهرها |
ببخس من الأثمان يا أخوة الذئب |
وألقيتم من أجل دنياً خسيسة |
وحفنة نقط الفَ يوسف في الجب |
كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب |
أفيكم قلوب أم خلقتم بلا قلب |
ومن أجل ماذا ؟ هل هناك ( قضيّة ) |
تراد ويضرى دونها المرء للذب |
كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب |
ففي السلم ما يغني عن المركب الصعب |
وفي السلم كسب من حلال فجرّبوا |
بأن تتركوا من لعبةِ الدَّم والغصب |
إذا كان عمر المرء رحلة عابر |
ويحوي جناه غيره فلمن يجبي |
ملأتم رباع الأرض من علق الدِّما |
وأوْلى بكم أن تغمروها من الخصب |
زرعتم بأشلاء الشباب حقولنا |
وكان المنى أن تزرعوهنّ بالحَبّ |
سلبتم من الأطفال ضحك ثغورهم |
فأحزنتم من كان طهراً بلا ذهب |
أفيضوا على الأطفال دفئاً وهدهدوا |
نفوسهم بالحلو والسائغ العذب |
فياربِّ ألهمنا السلام وأمنه |
ويا ربّ ذد عنّا دهاقنة الرعب |