أنت هنا: الرئيسية المكتبة الاسلامية الاُسرة في المجتمع الإسلامي الفصل الثاني عناية الإسلام بالاُسرة عند نشأتها
 
 


الفصل الثاني عناية الإسلام بالاُسرة عند نشأتها

البريد الإلكتروني طباعة

كتاب الأسرة في المجتمع الإسلامي ص45 ـ 63

 

الفصل الثاني
عناية الإسلام بالاُسرة عند نشأتها


المبحث الأول :
عناية الإسلام بالجانب الروحي بين الزوجين

  يضع الإسلام في طليعة اهتمامه مسألة توثيق العلاقة الروحية بين الزوجين قبل وبعد عقد قرانهما ، حتى يصمدا في وجه رياح المصاعب والمصائب التي يمكن أن تعصف بعش الزوجية.
  فليس خافياً بأن توثيق العلاقة مع الخالق تنعكس آثاره النافعة على المخلوق ، والملاحظ أن الإسلام يتبع خطة ثلاثية الأركان من أجل الارتقاء الروحي بالزوجين ، يمكننا الإشارة إليها بالنقاط التالية :

أولاً : المواظبة على الطاعات :

  الطاعة تتحقق ـ واقعاً ـ من خلال تطبيق المنهج الرباني المعد سلفاً من أجل الارتقاء الروحي بالإنسان المسلم ، وتأتي « الصلاة » في طليعة تلك الطاعات ، فهي تربط الإنسان بربّه في أوقات متعاقبة ومنتظمة ، فستمد من خلالها شحنات روحية عالية ، الأمر الذي ينعكس ـ إيجابياً ـ على سلوكه وتعامله مع


( 46 )


عائلته ، لا سيّما وأن الصلاة تقوم بدور الرّدع للإنسان المسلم عن الفحشاء والمنكر ، قال تعالى مخاطباً الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( .. وَأقِمِ الصَّلأةَ إنَّ الصَّلأةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ.. ) (1).
  ولذلك نجد أن الرسل والأنبياء ، أمرون أهلهم بالمحافظة على الصلاة ، ومن أبرز الشواهد على ذلك ما حكاه القرآن عن سلوك إسماعيل عليه السلام السوّي ، وكيف كان يأمر أهله بالطاعات ، قال تعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إسْماعِيلَ إنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْد