فضل آل البيت
للمقريزيتحقيق وتعليق د : محمد احمد عاشور
تأليف
تقي الدّين أحمد بن علي المقريزي
766 ـ 845 هـ
تحقيق وتعليق
د : محمد احمد عاشور
المقريزي في سطور
* هو أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي أشهر مؤرخي مصر الأسلامية في القرن التاسع الهجري .
* ولد بالقاهرة في حارة « برجوان » بالجمالية سنة 766 هـ ـ 1364 م ، وأصله من « بعلبك » ، ثم هاجرت أسرته واستقر بها المقام في مصر .
* بدأ حياته العلمية بالقاهرة بين أسرة عرفت بالعلم والفضل ، فحفظ القرآن ، وتلقى مختلف العلوم والفنون على نخبة من علماء مصر المرموقين .
* شهد المقريزي نهاية دولة المماليك البحرية ( 648 هـ ـ 784 م ، 1250 م ـ 1382 م ) وبداية دولة المماليك البرجية ( الجراكسة ) ( 784 هـ ـ 923 هـ ـ 1382 م ـ 1517 م ) . ومن أبرز السلاطين الذين عاصرهم وأرخ لهم : الظاهر سيف الدين برقوق ، وابنه الناصر أبو السعادات فرج بن برقوق ، والمؤيد شيخ المحمودي ، وسيف الدين ططر ، والأشرف برسباي .
* تولى عدة وظائف في الدولة المصرية ، فقد تولى وظيفة ( الحسبة ) ، وهي تشمل جملة إختصاصات منها : ضبط الأسعار ، والموازين ، والمكاييل ، والمقاييس ، والعناية بالمنشآت العامة ، والصناعات التي لها
علاقة مباشرة بصحة المواطنين وأمنهم ، والمحافظة على الاداب العامة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما تولى الخطابة والتدريس في أشهر مساجد القاهرة وعلى رأسها جامع عمرو بن العاص ، بالأضافة إلى توليه القضاء نائبا عن قاضي القضاة الشافعي . ثم تفرغ أخيرا لكتابة التاريخ « حتى اشتهر به ذكره وبعد فيه صيته » كما يقول السخاوي . * زادت مؤلفات المقريزي على مائتي مجلدة ، أرخ في جزء كبير منها لمصر : سياسيا ، وإجتماعيا ، وإقتصاديا ، وعمرانيا ، مثل كتاب « عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط » و « اتعاظ الحنفا بأخبار الخلفا » ، و « السلوك لمعرفة دول الملوك » ، و « درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة » ، ثم موسوعته الكبرى : « المواعظ والأعتبار بذكر الخطط والاثار » .
* كما أرخ في السيرة والتاريخ العام ، مثل كتاب « الخبر عن البشر » و « إمتاع الأسماع بما للرسول عليه الصلاة والسلام من الأبناء والحفدة والمتاع » و « الدرر المضية في تاريخ الدولة الأسلامية » و « منتخب التذكرة » .. الخ
* وللمقريزي مجموعة رسائل صغيرة عالج فيها بعض القضايا التاريخية الخاصة ، مثل : « النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم » و « ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري » ، أو القضايا الأقتصادية ، مثل كتاب « إغاثة الأمة بكشف الغمة » و « شذور العقود في ذكر النقود » ، أو العلمية ، مثل : « المقاصد السنية لمعرفة الأجسام المعدنية » و « الأشارة والأيماء إلى حل لغز الماء » ، أو الأجتماعية ، مثل : « الطرفة الغريبة من أخبار حضر موت العجيبة » .
* رحل المقريزي عدة مرات إلى بعض الأقطار الأسلامية ، فحج بيت الله الحرام ، وجاور بمكة سنوات ، كما دخل دمشق ، وعاش فيها مدة تولى خلالها نظارة الأوقاف ، وتدريس علم الحديث في المدرسة الأشرفية والأقبالية .
* كان من أبرز تلاميذ العلامة ابن خلدون ، وقد تأثر بمنهجه في كتابة التاريخ تأثرا عميقا ، وساعده على سلوك هذا المنهج وقوفه على أحوال المجتمع المصري ، وتبصره بعاداته وتقاليده ، وامتزاجه بجميع الطوائف المصرية .
* توفي المقريزي عصر يوم الخميس 16 من رمضان سنة 845 هـ ، بعد حياة امتدت نحو ثمانين عاما ، قدم خلالها تراثا تاريخيا مجيدا تعتز به الأنسانية في كل مرحلة من مراحل حياتها الفكرية .
تقـديم




الذي يدور حول ما يجب لآل البيت النبوي من حب المسلمين لهم وتوقيرهم ، ونصرتهم ، ومودّتهم ... واعتمد في تفسير هذه الآيات على عمدة المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، ثم اقتبس نصوصاً أخرى من تفسير أبي محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي ، وأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي ، ومحيي الدين بن عربي ، ونجم الدين سليمان الطوفي ، وغيرهم من أئمة المفسرين .










____________

« ولا اعتبار بقول الكلبي : « هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة » فإنه توجد له اشياء من هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك ، وحجروا عليه .. »



محمد أحمد عاشور
بيروت في { | 11 شعبان 1392 19 سبتمبر 1972 |
منهج التحقيق




التي اعتمد عليها المؤلف ، واشار إلى كثير منها .. كما خرجنا الأحاديث والآثار التي وردت بها ، وشرحنا ما فيها من غريب الألفاظ ، وعرفنا بما فيها من أعلام .

مقدمـة المــؤلف



____________




____________




عنكم الرجس ) أي السوء ، والفحشاء يا أهل بيت محمد ، ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي الله تطهيرا .



____________



البيت ويطهركم تطهيرا ) (1) .



____________





سلمة رضى الله عنها . قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، فجعلت لهم خزيرة (1) فأكلوا ، وناموا ، وغطى عليهم كساء أو قطيفة . ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » (2) .


____________





إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا (1) عليا ، رضي الله عنه فشتموه ، فلما قاموا (2) قال : اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه ؛ اني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين ، فألقى عليهم كساء له ، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا » . قلت يا رسول الله : وأنا ؟ [ 129 / ب ] . قال : « وأنت » . قال : فوالله إنها لمن أوثق عمل عندي (3) .

____________





يديه ، فلفع عليهم بثوبه ، وقال : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ، ويطهركم تطهيراً ) . اللهم هؤلاء أهلي ، [ اللهم أهلي ] (1) أحق » قال واثلة : فقلت من ناحية البيت : وأنا يا رسول الله من أهلك ؟ قال : « وأنت من أهلي » . قال واثلة : إنها لمن أرجى ما أرتجي (2) .

____________








____________



البيت ؟ قال : إنك إلى خير ، أنت من أزواج النبي . قالت : وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة ، والحسن والحسين [ رضي الله عنهم ] (1) .


____________



سلمة : أنا معهم ؟ قال : أنت على مكانك ، وأنت على خير » (1) .



____________




