والامم الماضية ، وهو الذين كانوا أكثر منكم مالا ، واطول اعماراً وأكثر آثاراً أفنتهم ايدي الزمان ، وأحتوت عليهم الافاعي والديان ، افنتهم الدنيا فكانهم لا كانوا لها أهلا ولا سكانا وقد اكل التراب لحومهم ، وأزال محاسنهم ، وبدد اوصالهم وشمائلهم وغير الوانهم ، وطحنتهم ايدي الزمان افتطمعون بعدهم بالبقاء هيهات هيهات فلا بد من الملتقى ، فتدبروا ما مضى من عمركم وما بقى ما فعلوا فيه ما سوف يلتقى عليكم بالاعمال الصالحة قبل انقضاء الاجل ، وفروغ الامل ، فعن قريب توخذون من القصور إلى القبور ، حزينين غير مسرورين ، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات ، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات حيث لا ينفعه الندم ولا يغاث من ظلم وقد وجدوا ما أسلفوا ، واحذروا ما تزودوا ، ووجدوا ما عملوا حاضراً ، ولا يظلم ربك احداً ، فهم في منازل البلوى همود(1) وفي عسكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيمة ، وحلول يوم الطامة(2)
____________
(1) الهمود الموت.
(2) القيمة في غريب القرآن للسجستاني ص 161 والطامة الداهية لانها تطم كل شيء أي تعلوه وتغطيه.
(ليجزي الذين امنوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى)(1).
( ومن كلام له عليه السلام )
( في ادبار الدنيا وإقبال الآخرة )
ومن كلام له عليه السلام
( يصف فيه المؤمنين والمنافقين )
ومن كلام له عليه السلام
( يذكر فيه آل محمد « ص » )
ومن كلام له عليه السلام
ومن دعاء له عليه السلام
( في المناجات . وكلام له فيه موعظة وتحذير )
عن طاوس اليماني قال : مررت بالحجر ، فاذا أنا بشخص راكع وساجد . فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهما السلام . فقلت بانفس رجل صالح من أهل بيت النبوة والله لأغتنم دعائه. فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته ورفع باطن كفيه إلى السماء
____________
(1) الملاط الطين الذي يطلى به الحائط ج ملط.
(2) حق اليقين ج3 ص 161 للشبر والبرهان ج3 ص 956 للبحراني.
وجعل يقول : سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوءة . وعيناي بالرجاء ممدودة . وحق لمن دعاك بالندم تذللا . ان تجيبه بالكرم تفضلا . سيدي امن اهل الشقاق خلقتني فاطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي . سيدي الضرب المقامع خلقت اعضائي . أم لشرب الحميم خلقت امعائي . سيدي لو ان عبداً استطاع الهرب من مولاه لكنت اولالهاربين منك. لكني اعلم اني لا افوتك . سيدي لو أن عذابي بما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه . غيرأني أعلم انه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين . ولا ينقص منه معصية العاصين . سيدي ما أنا وما خطري هب لي بفضلك . وجللني بسترك . واعف عن توبيخي بكرم وجهك. إلهي وسيدي ارحمني وانا مصروعا على الفراش تقلبني أيدي أحبتي وارحمني مطروحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي . وارحمني محمولاً قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي ، وارحم في ذلك البيت المظلم ، وحشتي وغربتي ووحدتي.
( قال طاوس : فبكيت(1) حتى علا نحيبي فالتفت إلي
____________
(1) هو ابو عبد الرحمن الهمداني اليماني احد اعلام التابعين سمع ابا هريرة وابن عباس وروى عنه مجاهد وعمر بن دينار توفي سنة 106 وعده الشيخ في رجاله من اصحاب الامام السجاد ( عليه السلام ).
فقال: ما يبكيك يا يماني ؟ أو ليس هذا مقام المذنبين ؟ فقلت حبيبي حقيق على الله ان لا يردك وجدك محمد صلى الله عليه وآله قال : بينما نحن كذلك إذ اقبل نفر من اصحابه فالتفت اليهم فقال : معاشر اصحابي اوصيكم بالاخرة ، ولست اوصيكم بالدنيا . فانكم بها مستوصون . وعليها حريصون ، وبها مستمسكون ، معاشر اصحابي ان الدنيا دار ممر ، والاخرة دار مقر ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا استاركم عند من لا يخفى عليه اسراركم واخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل ان تخرج منها ابدانكم ، أما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الامم السالفة ، والقرون الماضية ، الم تروا كيف فضح مستورهم ، وأمطر مواطر الهوان عليهم ، بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم ولين رفاهيتهم صاروا حصايد النقم ، ومدارج المثلات(1)، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم(2).
( ومن كلام له عليه السلام )
في الموعظة أيضاً
( ومن كلام له عليه السلام )
في اوصاف الزاهدين
( ومن كلام له عليه السلام )
( يصف شيعته )
( ومن كلام له عليه السلام )
( في الاقتداء بآل محمد عليه السلام والنهي عن القياس )
( ومن كلام له عليه السلام )
عن أبي جعفر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب علي بن الحسين ( عليه السلام ) ألا أن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، إذا أدوا فرائض الله وأخذوا سنن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتورعوا عن محارم الله ، وزهدوا في عاجل زهرة الحياة الدنيا ، ورغبوا فيما عند الله ، واكتسبوا الطيب من رزق الله ، لا يريدون به التفاخر والتكاثر ،
____________
(1) اكمال الدين واتمام النعمة للصدوق ص 197.
ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة ، فاولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا ، ويثابون على ما قدموا لآخرتهم(1).
( ومن دعاء له عليه السلام )
في الاستسقاء عند الجدب(2)
( ومن كلام له عليه السلام )
( في القدر )
( ومن كلام له عليه السلام )
( في المناجات وفيما اجاب به طاوس الفقيه )
أتحرقني بالنار يا غاية المنى | * | فاين رجـائي ثم ايـن محـبتي |
أتيت باعمال قباح زرية(1) | * | ما في الورى خلق جنى كجنايتي |
( ثم بكى عليه السلام وقال ) : سبحانك تعصى كأنك لا ترى وتحلم كأنك لم تعص ، تتودد الى خلقك بحسن الصنيع ، كأن بك الحاجة اليهم ، وأنت ياسيدي الغني عنهم .
( ثم خر إلى الارض ) ، فدنوت منه وشلت برأسه فوضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده فاستوى ( عليه السلام ) . جالساً فقال : من الذي اشغلني عن ذكر ربي ؟ فقلت انا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع ونحن يلزمنا أن نفعل هذا ونحن عاصون خافون(2) ، أبوك الحسين بن علي عليهما السلام ، وامك فاطمة الزهراء عليها السلام ، وجدك رسول الله صلى عليه وآله فالتفت إلي وقال :
هيهات هيهات يا طاوس ، دع عني حديث أبي وجدي ، خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن وان كان عبداً حبشياً ، وخلق
____________
(1) بتقديم المعجمة من قوله زري عليه اي عابه وعايبه وفي بعض النسخ ردية .
(2) حافون ( خ ل) .
الله النار لمن عصاه وان كان ولداً قرشياً ، أما سمعت قوله تعالى : ( فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون ) والله ما ينفعك غدا إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح(1)
( ومن كلام له عليه السلام )
____________
(1) البحار ج17 ص 18 للمجلسي والمناقب لابن شهر اشوب ج4 ص118.
(2) قرئت بوجهين بالبناء للفاعل والمعنى استحفظوا الامانة أي حفظوها والبناء للمفعول والمعنى استحفظهم الله اياها والمراد هم الائمة من اهل البيت ( عليهم السلام ) لانهم حفظوا الدين والشريعة قاله في مجمع البحرين في مادة حفظ .
محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان اصحاب الجمل ، واصحاب صفين ، واصحاب النهروان ولعنوا على لسان النبي الامي ، وقد خاب من افترى.
فقال شيخ من أهل الكوفة يا علي بن الحسين ان جدك كان يقول اخواننا بغوا علينا ، فقال علي بن الحسين عليه السلام : أما تقرأ كتاب الله : (وإلى عاد اخاهم هودا) فهم من مثلهم انجى الله عز وجل هوداً ، والذين معه وأهلك عاداً بالريح العقيم(1).
( ومن وصية له عليه السلام )
( لابنه محمد بن علي صلوات الله عليه في انه الامام من بعده )
____________
(1) الاحتجاج على اهل اللجاج ج2 ص 170 ط نجف للطبرسي.
كفرتم ان عذابي لشديد )(1).
( ومن كلام له عليه السلام )
( في النهي عن الاغترار بما يعمله المرائي )
____________
(1) كفاية الاثر في النصوص على الائمة الاثني عشر ( عليه السلام ) ص 319 للخزاز القمي.
للرياسة حتى اذا قيل له : اتق الله ( أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) فهو يخبط خبط عشوا ، يقوده اول باطل الى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لما يقدر عليه في طغيانه ، فهو يحل ما حرم الله ، ويحرم ما أحل الله ، لا يبالي ما فات من دينه اذا سلمت له الرياسة التي قد شقى من اجلها (فاولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابئً مهيناً) ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جهل هواه تبعا لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضى الله يرى الذل مع الحق أقرب إلى العز الابد من العز في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفذ ، وان كثيراً ما يلحقه من سرائها ان اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول ، فذلكم الرجل نعم الرجل ، فبه فتمسكوا ، وبسنته فاقتدوا وإلى ربكم فتوسلوا ، فانه لا ترد له دعوة ، ولا تخيب له طلبة(1).
____________
(1) الاحتجاج ص 175 ج2 وتنبيه الخواطر ص 306 الورام وتفسير الامام العسكري ص 19.
( ومن كلام له عليه السلام )
( في بيان خروج القائم عليه السلام )
( ومن دعائه له عليه السلام )
____________
(1) بحار الانوار ج17 ص 34.
(2) قيل كناية عن المهدي كما في شرح الصحيفة وقال في مكيال المكارم ان المراد بالولي المطلق في السنتهم ودعواتهم عليهم السلام هو مولانا صاحب العصر عجل الله فرجه وجعلنا من انصاره واعوانه ـ وأوزع بمعنى الهم.
مثله فيه وأته من لدنك سلطاناً نصيراً ، وافتح له فتحا يسيرا ، واعنه بركنك الاعز ، واشدد ازره ، وقو عضده ، وراعه بعينك، واحمه بحفظك، وانصره بملائكتك وامدده بجندك الاغلب ، واقم به كتابك وحدودك وشرايعك ، وسنن رسولك صلواتك اللهم عليه وآله ، واحي به ما اماته الظالمون من معالم دينك ، واجل به صدء الجور عن طريقك وابن به الضراء عن سبيلك ، وازل به الناكبين عن صراطك ، وامحق به بغاة قصدك عوجاً ، وألن جانبه لاوليائك ، وابسط يده على اعدائك وهب لنا رأفته ورحمته ، وتعطفه وتحننه واجعلنا له سامعين ، وفي رضاه ساعين ، والى نصرته والمدافعة عنه مكتفين ، واليك والى رسولك صلواتك اللهم عليه وآله بذلك متقربين(1).
( ومن كلام له عليه السلام )
( لما سئله رجال من قريش كيف الدعوة الى الدين )
____________
(1) الصحيفة السجادية.
والعلم والقدرة ، والعلو على كل شيء ، وانه النافع الضار القاهر لكل شيء، الذي لا تدركه الابصار وهو اللطيف الخبير.
وان محمداً عبده ورسوله ، وان ما جاء به هو الحق من عند الله تعالى وما سواهما هو الباطل ، فاذا اجابوا الى ذلك فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين(1).
( ومن كلام له عليه السلام )
( يحرض شيعته على قضاء الحاجة واصطناع المعروف )
ان الله ليقرب الواحد منكم الى الجنة بكلمة طيبة يكلم اخاه المؤمن الفقير بأكثر من مسيرة مائة عام بقدمه ، وان كان من المعذبين بالنار ، فلا تحتقروا الاحسان الى اخوانكم فسوف ينفعكم حيث لا يقوم مقام غيره(2).
____________
(1) الكافي بهامش مرأة العقول ج3 ص 377 والتهذيب ج2 للطوسي.
(2) تفسير البرهان ج1 للسيد هاشم البحراني.