6 ـ إياك إياك أن تنام ليلاً بلا تطهير أسنانك بالفرشاة السليمة والمعجون الطبي ، وإلحاق ذلك بالمضمضة بمحلول ملح الطعام ، ولا تغفل أيها القارىء العزيز أن تضيف إلى ما سبق المسواك الخشبي المخصوص والمعروف ، فإنه من أفضل المطهرات للأسنان (كما ثبت في طب الأسنان) ـ وأذكرك بأن أسنانك هي أثمن من اللاليء ، لأن اللؤلؤة إذا فقدتها قد تجد مثلها ، أما سنك فلا تجد مثله بعد فقده .
طهارة الفم من الرائحة الكريهة :
نجد لهذا الموضوع خطورته الكبرى ، فلا يقتصر على الزوجين فقط بل يسري إلى بقية الأقارب والأصدقاء ، وذلك عند اللقاء والمقابلة والتقبيل لذلك يجب على المبتلى بهذا المظهر المكروه أن يعالج نفسه كما يأتي :
1 ـ يزيل الإمساك (قبض الأمعاء) بتناول الماء البارد صباحاً في الصيف ، والماء الساخن في الشتاء ، وذلك قبل الإفطار .
2 ـ يعالج عسر الهضم الذي يسبب عفونة الطعام في الجهاز الهضمي ، بمضغ الطعام مضغاً جيدا فلا يستعجل في بلعه ، ولا يكثر من تناول السوائل مع الطعام ، بل يقتصر على قدح متعارف واحد ، ويجتنب الحلويات المصنوعة والأطعمة المقلية(1) ، وكذلك يترك أكل اللحم كل يوم ، ويحاول ويسعى أن يترك مائدته وهو يشتهي منها لقيمات.
3 ـ يستخرج الديدان من الأمعاء (إن وجدت بالاختبار).
4 ـ يعالج أسنانه المريضة ويقلع التالفة منها باستشارة الطبيب .
5 ـ يبدأ طعامه بالملح ( بقدر نصف حمصة) ويختتم به . فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن في ذلك وقاية من أمراض كثيرة ، وذلك لأن ملح الطعام يولد بدخوله في الجهاز الهضمي ـ كما سبق ـ حامض
____________
(1) أنبه القراء الأعزاء بأن السلامة في سلق البيض أن يكون رقيقاً .
الهيدروكلوريك ، فإن هذه المادة هي من أهم عوامل تعادل العصارات الهضمية وتأثيرها النافع (هام جدا) .
وأذكر الزوجين باستعمال الطيب (العطر) فإنه من أهم وسائل التجاذب والتحابب .
أيها الزوج ، أيتها الزوجة ! إيٌاكما أن تتهاونا في اتباع النصائح التي مرٌ ذكرها ، فإنها من الأمور المجرٌبة والثابتة في علم الطب . فمن أعرض عنها وأهملها فسيصبح من الخاسرين والنادمين .
الحق الثاني : يجب على الزوج أن يثير شهوة زوجته عندما يريد ملامستها كما هي تثير شهوته ، فلا يستعجل ويقفز كما تفعل الحيوانات ، بل يداعبها ويلاطفها ، ثم يُمتعها ويُشبع غريزتها الجنسية كما هي تمتعه وتشبع غريزته ، فلا ينفصل عنها(1) حتى يطمئن إلى اشتراكها معه في بلوغ الشهوة إلى منتهاها . فإن لم يُنصف الزوج زوجته في أداء هذا الحق العظيم، فإنه يظلمها ويخسر مودتها وإخلاصها له . والجدير بالذكر هو أن الزوج لو أنفق على زوجته أسمى مظاهر النفقة المالية ، وحرمها من هذه النفقة الجنسية، فإنه لم يحقق سعادتها ، بل جلب لها شقاءها وعناءها، وكانت المقارنة بين النفقتين كما بين الثرى والثريا (كما جاء في المثل المشهور) .
ولتركيز الموضوع أرجو أخي الزوج أن يتدبر ويمعن النظر فيما جاء في كتاب « الأسرار الزوجية » تأليف نخبة من أساتذة كليات الطب بجمهورية مصر العربية . ( لا حياء في أحكام الحق والدين ، بل الحياء في معصية رب العالمين).
« نقطة النهاية : تختلف نقطة النهاية في الرجل عنها في المرأة ، فإذا كان القذف يعتبر نقطة الوصول إلى الهدف من الاتصال الجنسي عند الرجل ، فإنه ليس كذلك عند المرأة ، إذ أنها تعتبر الاتصال الجنسي ليس هدفاً في حد ذاته.
____________
(1) (يستحب اللبث عند الجماع وعدم الاستعجال) مضمون المسألة باب النكاح (العروة الوثقى).
ولذلك فمن الحكمة ألا يتراجع الرجل بمجرد الوصول الى القذف حتى ولو كانت المرأه قد سبقته إلى الوصول إلى قمة الشهوة ، فإن ذلك يُشعرها بأنها ليست بالنسبة له هدفاً جنسيا فحسب ، ولكنٌها شريكة في الجنس وغير الجنس . . ولذلك يُستحب بقاء الالتصاق الجسماني بعد القذف لتثبيت هذا المعنى في ذهن المرأة».
«وإذا كان الأمر كذلك في حالة وصول المرأة إلى قمة شهوتها، فإنه يكون ذا أثر أخطر إذا كانت المرأة لم تصل بَعد إلى قمة الشهوة . وكثير من السيدات يصلن إلى قمة الشهوة بعد قذف الرجل عن طريق هذا الالتصاق الجسماني الذي يبدو سلبيا ، وهنا تشعر المرأه باهتمام زوجها بشعورها واحترامه لرغبتها » انتهى الموضوع المرتبط بالبحث من كتاب « أسرار الحياة الزوجية ». ان مقامي هنا كمقام الطبيب يجري عملية جراحية لفتاة جميلة فالضرورات تبيح المحظورات فلا يضيرني نقد الناقدين الجاهلين (وبالله التوفيق).
يجب على الزوج ألا ينسى بأن أهم الحقوق التي يجب أن يؤديها بالنسبة لزوجته ، هو تعليمها وتأديبها بآداب الإسلام وأحكام عباداته فيعلمها بعد تعليم نفسه أصول الدين ، وأحكام الصلاة والصوم والحج والزكاة وما ترتبط بها وترتكز عليها من أعمال . . كالوضوء والغسل، وكيفية التطهير من الدماء الثلاثة ( الحيض ـ الاستحاضة ـ النفاس ) ، وكذلك يرشدها إلى تثبيت قلبها بالرجوع إلى مرجع ديني أعلى للقيام بأعمالها الدينية ، وكذلك يُعلم نفسه ويُعلمها الفضائل للتحلي بها ، والرذائل لتتخلى عنها . فإن المرأه إذا أدٌبها زوجها بآداب الإسلام ، وهَذبَها بتعاليمه ومفاهيمه ، فإن نور الدين الحنيف الذي تستنير به ينطلق إلى أولادها ، فتنشأ بذلك ذرية طيبة ، وشعوب صالحة تتقي ربها في بلاده وعباده . كما قال الشاعر:
الأم مـــدرسة إذا أعددتهـــا | أعددت شعبـــاً طيـب الأعراق |
وأهم الفضائل التي يجب على الزوج أن يركزها في قلب زوجته ، هي فضيلة الحجاب والستر . فإن أخطر المظاهر التي تنذر الأسرة بالدمار وتهددها بالانهيار ، هو سفور المرأة وتبرجها أمام الرجال إلا من استثناهم الله تعالى (كما في سورة النور) . ومعنى الحجاب في الإسلام هو أن المرأة تحجب عن الرجل من شخصيتها ما يغريه ويثير غريزته الجنسية سواء كان ذلك باللباس أو الأفعال أو الأقوال .
ونهاية المطاف : إن أملي وطيد بأن القراء الأعزاء يقرأون جميع سطور هذا الكتاب ، ويحققون ما حقق الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد بقوله : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم/ 21).
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
المسألة الأولى : إذا لاط ذكر بالمماثل حرمت على الفاعل أخت المفعول وابنته وأمه إلى الأبد بشرط الاتصال الباطني وإذا شك في ذلك فلا يحصل التحريم .
المسأله الثانية : إذا زنى بذات زوج أو في عدتها الرجعية حرمت عليه إلى الأبد ، وإذا لم تكن ذات زوج فيجوز له أن يتزوجها بعد الزنى بشرط أن ينتظر خروجها من دور حيضة واحدة.
المسألة الثالثة : تحرم المتزوجة على زوجها حرمة أبدية إذا ارتضع أولادها من ثدي أمها حسب شروط الرضاع (راجعوا العلماء المتقين).
مكروهات العقد : (أ) إيقاع العقد والقمر في العقرب (ب) إيقاعه يوم الأربعاء (جـ) إيقاعه في احد الأيام المنحوسة في الشهر القمري وهي (3 ـ 5 ـ 13 ـ 16 ـ 21 ـ 24 ـ 25) (د) إيقاعه في محاق الشهر (الليلتان أو الثلاث من آخر الشهر) .
مكروهات الجماع : يكره الجماع ليلة خسوف القمر ويوم كسف الشمس وعند تغير الجو إلى السواد والصفرة والحمرة ويكره عند الزوال وغروب الشمس وفي المحاق وبين طلوع الفجر وطلوع الشمس وفي أول ليلة والنصف من كل شهر قمري ما عدا الليلة الأولى من شهر رمضان . ويكره مستقبل القبلة ومستدبرها ويكره للزوج وهو عريان وبعد الاحتلام قبل الغسل أو الوضوء والجماع قائماً والكلام عند الجماع إلا بذكر الله تعالى(1).
____________
(1) العروة الوثقى (كتاب النكاح « مسأله 6 ومسأله 11») بتأييد إجماع الفقهاء الأعلام ، فلا تلمني أيها القارىء العزيز.
ثانيا : يُشترط في صحة عقد الزواج قبول المرأة ، وسيعلم الذين أكرهوها وأجبروها على الزواج أي منقلب ينقلبون . وذلك في نار قعرها بعيد وجرها شديد وماؤها صديد ، يوم يقول لها ربها هل امتلأت وتقول هل من مزيد ؟
ثالثاً : يعتقد الجاهلون من الناس أن المفروض على الزوجة هو أن تخدم زوجها وأولاده وأبويه ، فإن لم تفعل فتعتبر مجرمة آثمة ـ كلا ثم كلا ـ فإنهم قد ظلموها ودمروا حياتها ، فالدين الحنيف قد كرمها وأعز شأنها فجعل لها حق الرفض لتلك الخدمة ، أو حق الأجرة للقيام بها، فتستحق على زوجها أجرة خدمته وحضانة أولاده ورضاعهم والقيام بقضاء حاجاتهم . فكيف إذن بما يتعلق بوالديه ؟ فلذلك يجب على الزوج أن يحترم زوجته ويقدرها لخدماتها وعنائها ، فيستوهبها ويتحلل منها بكل الوسائل الميسرة .
أيها الزوج : إن لم تصدق ما ذكرته فاسأل من تثق به من علماء الدين المتقين ، فإن رفضت متعصبا ومستكبراً فإنني آسف عليك ، فستكون من الخاسرين والنادمين أمام رب العالمين .
2 ـ ينبغي للزوجة أن تكرم وتحترم والدي زوجها ، فبذلك تكون قد أكرمت زوجها ووفٌت حقه ، وتصبر على كل أذى قد يصدر منهما بصورة لا يكون الأمر عسيراً عليها ومدمراً لحياتها وحياة أولادها ـ أثناء الحمل وبعده بسبب الانفعالات النفسية الخطيرة المتكررة ـ لذا يجب على الزوج أن ينتبه إلى الإنحراف الخلقي ، فيسعى لدرئه والاجتناب عنه بصورة لا يتعدى حدود الله سبحانه وتعالى في حق والديه ، وحق زوجته ، فينقل زوجته الى مسكن آخر إذا كان ساكناً مع والديه ، فللزوجة حق المطالبة بمسكن خاص بها . فإن لم يستطع الزوج تنفيذ ذلك فيجب عليه أن يحل مشكلته في أقرب فرصة عند مرجعه الديني الأعلى أو وكيله التقي المعتمد عليه ، فإن لم يفعل فسيُحمل نفسه مسؤولية خطيرة أمام الله سبحانه وتعالى وأما المجتمع.
3 ـ أخي الزوج : احذر سخط ربك وغضبه عليك ليلة زفافك ، وذلك بأن تكون زوجتك معرضاً في مظهرها وزينتها للرجال (ما عدا المحارم) ، وأن تسمح بإقامة حفل يختلط فيه الرجال بالنساء بصورة تشمئز
منها النفوس العفيفة ، وتنطلق فيه أصوات المغنين والمغنيات فترتكب بذلك ثلاث جرائم وهي :
(أ) أداء الغناء والاستماع إليه . (راجع العلماء المتقين حول تحريم الغناء).
(ب) التبذير في المال . قال الله سبحانه وتعالى : (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) (الإسراء/ 27).
(جـ) السهر الذي يؤذي الجيران ويؤدي إلى مقت الرحمن . فالأفضل أن تسعى لإعداد حفل تسوده الحشمة ، وتُلقى فيه بعض الأشعار المناسبة. وبعد ذلك يتناول الحاضرون طعام العشاء حسب حالتك الاقتصادية ، فتكسب بذلك مرضاة الله سبحانه وتعالى .
4 ـ أخي الزوج : كن قويا في إرادتك ، ومسيطراً على شهوتك ، واحذر إصابتك بالسكتة أو الأمراض القلبية الخطيرة ، وذلك باجتناب ملامسة زوجتك في حال امتلاء معدتك بالطعام وعدم انحداره إلى الأمعاء (سل الأطباء إذا كنت مستغرباً) . والجدير بالذكر في سبيل صحتك وسلامتك هو أن تجتنب أمرين آخرين عند امتلاء معدتك وهما :
(أ) الاستحمام (غسل الجسم) فاصبر لمدة تشعر فيها بهضم الطعام .
(ب) النوم مباشرة بعد تناول الطعام، فلا تنم إلا بعد ساعة واحدة على الأقل . وانصح الزوجة بهذه الأمور أيضاً .
5 ـ أختي الزوجة : تدبري ما روي عن نبيك المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام :
(أ) إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وان كانت على التنور . يعني إذا كنت على التنور تخبرين فدعى الخبز يحترق ولبي رغبة زوجك .
(ب) إذا دعا الرجل أمراته الى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها ، لعنتها
الملائكة حتى تصبح , ومعنى اللعنة هو البعد عن رحمة الله سبحانه وتعالى . (نعوذ بالله).
6 ـ أخي الزوج : لا يجوز لك أن تكون متعنتاً ومتشدداً في نيل رغباتك وقضاء حاجاتك من قبل زوجتك في جميع الأحوال ، بل عليك أن تراعي الظروف وتلاحظ الأعذار ، فقد تكون المرأة مريضة ، أو ضيقة الصدر لمشكلة طارئة ، أو مُرهقة من كثرة العمل ، أو لها من الأطفال ما يأخذ من وقتها قسطاً كبير للقيام بشئونهم وتربيتهم ، أو نحو ذلك من الأعذار المؤقتة التي تحتم على الزوج المتخلق بالأخلاق الإسلامية الحسنة أن يتجاوز عن بعض حقوقه ريثما يهييء الله سبحانه وتعالى له جوٌاً مناسباً ووقتاً ملائماً . وليس من الإنصاف والعقل أن تبتغي الأمور دائماً لك والمصالح بجانبك ، بل يوم لك ويوم عليك، وهكذا تسير الحياة :
والزوج الموفق العاقل هو الذي يذكر زوجته بالكلمة الطيبة ، ويعظها بالحكمة البالغة ، متى ما جرى بينهما سوء تفاهم أو عدم توافق في بعض القضايا .
7 ـ أخي الزوج ! اختي الزوجة ! إن أخوف ما يُخاف منه على تدمير بنائكما الزوجي ، هو الغضب الذي تشب ناره في قلب أحدكما . فيجب على الآخر منكما أن يطفىء تلك النار بسياسة سليمة قويمة ، لتستقيم حياتكما الزوجية استقامة تزدهر بالسعادة والهناء . واعلما أن من اتصف برذيلة الغضب وأصرٌ عليها ، خصوصاً لأبسط الأحداث ، فإنه ينال غضب الله سبحانه وتعالى ، فيخسر الجنة التي أعدت للمتقين الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: ( وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض(1) اعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء
____________
(1) راجع صفحة (35) .
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)(1) فهل بعد الجنة إلا النار في الآخرة ؟ وهل نصبر على الحد الأدنى من نار الدنيا وهي شعلة السيكارة إذا كوى بها لساننا السبٌاب والفحٌاش أو كويت بها يدنا الاثمة والظالمة للناس ؟ فلينتبه الغافلون وليرشد الجاهلون .
والجدير بالذكر هو أن نار الغضب تدمر سلامة الإنسان الجسدية فيكون عرضة لأمراض قلبية ، وتصلب الشرايين ، وقرحة المعدة ، والسكر وضغط الدم ، وغيرها من الأمراض الخطيرة . وبالتالي فيخسر سعادة الدنيا والآخرة (نعوذ بالله من هذا الخسران المبين) .
8 ـ أخي الزوج ! أختي الزوجة ! احذرا طاعة والديكما بسخط ربكما ، وذلك في ظلم أحد كما للآخر . فلا طاعة لمخلوق بسخط الخالق ، فتزعمان أن الله سبحانه وتعالى قد وصاكما بتكريم الوالدين . فإن الدين الحنيف يأمركما بالإحسان بالوالدين ولكنه يشترط ألا يكون الإحسان سبباً للإساءة إلى غيرهما . فلكل فرد من الوالدين والزوجين حقه الإنساني المقرر من الإجلال والإكرام . وأنادي مخلصاً والدي الزوج ـ بصورة خاصة ـ أن يحترما زوجة ابنهما كما يحبان لبنتهما أن تكون محترمة من قبل والدي زوجها . فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
9 ـ أخي الزوج : أعلم أن خلاصة حقوق زوجتك عليك هي عديدة حسب ميزان شخصيتها ، فإن بخستها فستشقى في الدنيا والآخرة .
أوٌلاً : حق الإنسانية (بناء على القول بجواز نكاح الكتابية)(2) .
ثانياً : حق الإسلام ( إذا كانت مسلمة ) .
ثالثاً : حق الزوجية ( كما مر سابقا ) .
____________
(1) آل عمران : 133 ـ 134 .
(2) قال الله تعالى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) (الممتحنة / 8) .
رابعا : حق الأرحام ( إذا كانت مهتدية ومطيعة لله سبحانه وتعالى ، وكانت من أقربائك ) .
خامسا : حق التقوى ( إذا كانت مهتدية ومطيعة لله سبحانه وتعالى ).
سادسا : حق النسب (إذا كانت منتسبة إلى النبي وآله الطيبين عليهم الصلاة والسلام ) ـ فويل ثم ويل للزوج الذي لا يقدر تلك الحقوق حق قدرها ، وينسى قدرة الله عليه بالبطش به والانتقام منه (وسيعلم الذين ظملوا أي منقلب ينقلبون).
10 ـ أختي الزوجة : إن من أهم ما تكسبين به رضوان الله تعالى هو تجملٌك لزوجك بجمال روحي وبدني . أما الجمال الروحي فيتجلى بالفضيلة في قلبك والوداعة على وجهك والابتسامة على ثغرك . ومما يطمس معالم هذا الجمال.. العمل خارج المنزل إذا كان مرهقاً لك وعسيراً عليك. فإن استطعت فاقتصري على العمل المنزلي وتربية أطفالك ، فإن السعادة ليست في كسب جاه المنصب والوظيفة ، ولا في جمع المال ، بل إنها تتحقق في راحة الضمير .
وأما الجمال البدني فحققيه بما يأتي :
أولاً : يجب عليك أن تعتني بسلامة أسنانك وطهارة فمك من الرائحة الكريهة (راجعي صفحة 46 ، 47)(1) .
____________
(1) إضافة إلى ذلك .
(أ) اعتني بأسنانك بصورة خاصة في الأشهر الأولى من الحمل ، فالإهمال يؤدي إلى تلفها وعطبها لارتباط تكوين عظام الجنين بعظامك . فتناولي الخضروات والجبن مصحوبا بلب الجوز واللحوم المشوية لا المقلية ، وكلي الفاكهة الطازجة خصوصا التفاح .
(ب) نظفي لثتك عدة مرات يوميا بالأصابع لتحققي قوتها ، فإن اللثة أساس بناء الأسنان .
(جـ) نظفي أيضا سطح لسانك من رواسب الأطعمة ، لتأمني نشوء البكتريا والجراثيم .
ثانيا : اجتنبي الأصباغ والمساحيق المتعارفة ، فإن علم الطب قد أثبت أضرارها الصحية على الشعر والبشرة . أما مادة الحناء فإنها لا تضر ولا تخلو من فوائد صحية .
ثالثا : احذري التقليد المزيف للاستعمار الشرقي والغربي في إطالة الأظافر واستعمال المانيكور فوقها ، واتبعي سنة الإسلام بتقليم الأظافر وتطهيرها من الأوساخ والجراثيم مرة واحدة ـ على الحد الادنى ـ خلال الأسبوع.
وتدبري قول الشاعر :
قل للجميلة أرسلـــت أظفارها
*
إني لخوف كدت أمضى هاربــا
ان المخالب للوحـوش نخالهــا
*
فمتى رأينـــا للظباء مخالبــا
من علم الحسنـاء أن جمالهــا ،
*
في أن تخالـف خلقها وتجانبــا
ان الجمال من الطبيعة رسمــه
*
إن شــذ خط منه لم يك صائبـا
رابعاً : من أهم مظاهر الجمال للمرأة شعرها الطري اللامع الأسود ، وبشرتها الناعمة الخلابة . فإذا أردت التمتع بمثل هذا الجمال .. فاتبعي أربعة أمور هامة وردت في علم الطب :
(أ) استعملي الصابون البلدي في غسل الرأس والبدن .
(ب) ادلكي بشرة وجهك يومياً بماء الورد الجيد.
(جـ) عليك بالطبيعة . عرٌضي نفسك للشمس والهواء الطلق بين آونة وأخرى فإنهما من خير العوامل التي تضمن سلامة الشعر والبشرة وتحقق تنميتهما بشرط طلي البشرة بالزيت كزيت الزيتون وعدم عرضها لأشعة الشمس أكثر من ربع ساعة .
(د) وهذا الأخير يجدر بك ان تهتمي به بصورة خاصة ، وهو أن تتناولي أغذية غنية بالفيتامينات والعناصر المعدنية ، وأهم تلك الأغذية هو الخبز الأسمر الناتج من الحبوب الحاوية للنخالة ، فهو الغذاء الحي الذي يهب لمن
يتناوله حياة صحية طيبة . فإياك إياك أن تدخلي في منزلك من الخبز الأبيض ، فأقل أضراره هو تسوس الأسنان عند أطفالك (سلي الأطباء إن كنت مستغربة) . وأما الأغذية الأُخرى فهي الفواكه والخضروات خصوصاً الغنية بمادة الكبريت ، كالفجل والبصل والجزر والسبانغ والعدس والثوم . ولا تغفلي عن كبد العجل ففائدته عظيمة.
ونهاية المطاف : انتبهي إلى قول الدكتور «صبري القباني» في كتابه (جمالك سيدتي ص : 110) : «وأخيراً هل تريدين وصفة بسيطة تمنح جلدك رواء وبهاء ؟ إن هذه الوصفة لا تتقاضاك أكثر من ثمن تفاحة واحدة جيدة تقضمينها (بقشرها) كل صباح ، فتضفي على بشرتك إشراقا ونعومة طبيعين ينبعان من داخل جسمك ، ودون أن تتدخل في ذلك مصانع مستحضرات التجميل أو باعتها » .
11 ـ أختي الزوجة : لا يجوز لك أن تستجيبي لزوجك إذا دعاك للملامسة الجنسية الباطنية حتى تتطهري طهارة باطنية من دم الحيض الطارىء عندك ـ والذي أقله ثلاثة أيام وأكثره عشرة أيام ـ وبعدها يكون خروج الدم استحاضة فتتغير ماهيته وأحكامه . فإذا انقطع الدم قبل انتهاء الأيام العشرة بصورة ظاهرية فلا يتحقق التطهير إلا بإدخال قطنة في مخرج الدم وإخراجها بعد بضع دقائق، وظهورها بيضاء نقية من الدم بصورة كلية حتى من أثره الأصفر (ذلك ما بينه الفقهاء علماء الدين ، فلا حياء في أحكام الدين بل الحياء في معصية رب العالمين ) .
وأناديك أيتها الأخت العزيزة ناصحاً مخلصا لأن تتعلمي مسائل الدماء الثلاثة ( الحيض ـ النفاس ـ الاستحاضة ) بكل وسيلة ممكنة ، وعلمي بناتك بعد ذلك فإنك مسؤولة عنهن أمام الله سبحانه وتعالى ، لأن الجهل بتلك المسائل يبطل الصلاة والصوم والحج وعبادات أخرى ، وتلك هي المصيبة العظمى ألا وهي مصيبة العقاب والعذاب في نار الجحيم (نعوذ بالله )
فلا عذر لك فالكتب الفقهية منتشرة وميُسرة ، وأبواب العلماء المتقين مفتٌحة ، وأما التلفون فهو نعم العون على الاستنارة بنور علماء الدين (وبالله التوفيق) .
12 ـ أختي الزوجة : إذا داعبك زوجك أو لامسك ملامسة ظاهرية لا باطنية ، وخرج منك سائل مع شهوة ونشوة ، فالأحوط أن تعتبري السائل نجساً . وبعد تطهير ما اتصل به أجمعي بين غسل الجنابة والوضوء ولا تكتفي بالغسل فقط لأداء العبادات ، والأحوط تقديم الوضوء ( وبالله التوفيق) .
13 ـ أختي الزوجة : وجهي قلبك الى الشعر الذي ينبه الغافلات عن سبيل الرشاد :
عــودي لرشــدك وارجعــي لهـداك
*
وكفــاك سعياً فـي الضـــلال كفـاك
حتى متــى تلجيـن أبــواب الـردى
*
وإلى المهالـــك تسرعيــن خطــاك
حاربت كـــل فضيلــة ونبــذتهـا
*
نبـــذ النواة فأيـــن تلك نهــاك ؟
وسلكت معـــوج المسالك جهـــرة
*
من ذا عن النهج القويــم نهـــاك ؟
أعرضت عن داعي الهدي وأجبت مـن
*
للفســـق والعصيــان قـد نـاداك
حرية الغرب الخليـــع بريقهـــا
*
عـن كل معنى فاضـــل أعمــاك
فحسبــت ألوان المجـون حضـارة
*
ومشيت طائعـــة على الأشـــواك
وسعيت في وادى الفســـاد طليقـة
*
وتبعت كــل مخـــادع أفـــاك
ماذا مـــن الإسلام قد أنكرتـــه
*
وهو الذي للمكرمــــات دعــاك
أعلاك قدراً فـــي الورى ومكانـة
*
وعصيته فهويت مـــن عليـــاك
ما كنت من سقط المتــاع ولا أحـ
*
ـل الدين بيعــك سلعة وشـــراك
بل ذاد عنك وصــد كل مداهـــن
*
يسعى لنصب مصـــايد وشــراك
ما لي أراك خلعت عنــــك رداءه
*
فغدوت والعـــرى القبيــح رداك
البيت أنـــت عمـاده فترفقـــي
*
بالبيت لا تطغي عليـــه يـــداك
لك في نواصيــه شؤون جمـــة
*
لا تتركيه يعيــث فيــه ســواك
عودي إليه فأنت أنـــت سراجـه
*
كم بات مــن هجرانـه ينعـــاك
لولاك ما انحلت عـراه ولا وهـت
*
أركانــــه وتحطمـــت لولاك
والزوج ما لك قد حقــرت مقامــه
*
مــن ذا الذي بحقوقـــه أغــراك
للزوج أنت فســـارعي لرضائــه
*
إن أنت راعيت الحقـــوق رعــاك
وإذا نشزت وملت عـــن نهج الهدى
*
فعرا كما قــد آذنـــت بفكـــاك
والطفل مــن للطفل غيـرك ؟ نشـ
*
ـئيه على المكــارم وارفقي بفتــاك
قودي الى سبل الفضيلــة خطــوه
*
فسيهتـــدي فـــي سيره بخطـاك
حتى يشب على الفضـائــل والعلى
*
يحمي حمــاه مــن الردي وحمـاك
للبنت كونــي خيــر أم إنهــا
*
حقــــا تقلــد أمها وتحاكــي
مرآتها في الناس انــت وسعيهـا
*
رهن بمــــا تسعى لها قدمــاك
فإذا غويت فأمرهـــا لغوايــة
*
وإذا اهتديـــت استرشـدت بهداك
وإذا صلحت ففيـــك مبعث أمـة
*
ونجاتهـــا من فتنــة وهــلاك
لك في رحــاب الدين أكرم عصمة
*
فتفيىء فيهـــا ضــلال هــداك
واحيى حيــاة الطهـر لا تلك التي
*
فيها صباحـــك عابث ومســاك
هذا الجمال الحق لا مــا قد بــدا
*
في قبــح عريك أو بريق طــلاك
ليس الجمال صباغــة وصناعــة
*
هـــو صبغة الله الــذي سـواك
فتطلبي عـــز الحياة ومجدهـا
*
وجمالها فيمـــا إليــه دعـاك
لبي نداء الديــن واجتنبي الردى
*
وكفاك مــا عانيت من مسعــاك
هذا هدى الإســلام دوى صوته
*
عودي لرشــدك وارجعي لهـداك
14 ـ أخي العزيز ! أختي العزيزة ! إياكما أن تعتبرا في الزواج التكافؤ في السن ، بل يجب عليكما أن تعتبراه في الدين وحسن الخلق . فرب كبير في السن بالنسبة لزوجته وكبيرة في السن بالنسبة لزوجها يكونان كبيرين في السيرة والسريرة ، فيتحقق التلاؤم والتلاحم بينهما فيتمتعان بحياة طيبة . ورب صغير في السن بالنسبة لزوجته وصغيرة في السن بالنسبة لزوجها ، يكونان صغيرين في الفضيلة وحقيرين في مظهر التقوى .. فلا نشاهد لهما وفاقاً ولا نسمع عنهما إلا شقاقاً ونفاقاً . وبالتالي فتلك الأحوال قد تسبب بينهما طلاقا وفراقا . والجدير بالذكر هو أن الزوج في سن الخمسين أو الستين قد يكون أصح جسما وأوفر نشاطا وأبهى منظرا من الزوج في سن العشرين أو الثلاثين، فتعيش معه الزوجة الشابة آمنة مطمئنة سعيدة به وبأولادها منه.
15 ـ أخي العزيز : إذا أردت الزواج فلا تجعل همك أن تكون الزوجة بكراً، بل يجب عليك أن تهتم بصلاحها وأخلاقها الحميدة . وإن كانت البكر أفضل مع إحراز فضيلتها وسلامة إنسانيتها ، فرب ثيب توفر لزوجها السعادة والهناء، وتعينه في السراء والضراء ، ورب بكر تجلب لزوجها الشقاء والعناء، وتؤدي بحياته إلى الهباء والفناء .
ونهاية المطاف : قال الله سبحانه وتعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
أجل : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوج « خديجة بنت خويلد » وكانت ثيبا وأكبر منه في السن بخمسة عشر عاماً أو عشرين
ـ كما نقل ـ ، فعاشت معه مخلصة له ومجاهدة ومساندة له في الشدائد والنوائب ، وبذلت له في سبيل الدعوة إلى الإسلام جميع أموالها الطائلة ، وفي نفس الحال كان لها نعم الزوج الرؤف بها والموفى لحقوقها والمحترم لفضلها . . وبلغ الحزن به لوفاتها مبلغاً عظيماً . وقد نُقل أنه قد سمي العام الذي توفيت فيه (عام الحزن) . وكذلك قد تزوج صلى الله عليه وآله وسلم « عائشة » وكان أكبر منها في السن بخمس وأربعين سنة ـ كما نُقل ـ ومع ذلك فقد كانت تفخر بجماله وتشيد بكماله .
بهاء الزواج بذرية طيبة
أثناء الحمل :
1 ـ يجتنب الزوج الخمر والبيرة والتدخين وتناول المخدرات ، ويعالج مرض فقر الدم والأمراض السارية . . خصوصا الزهرية منها إذا كان مصابا بها . ويجب أن يتم العلاج قبل الزواج .
2 ـ رعاية صحة الزوجة كما يأتي :
(أ) أمنها من الانفعالات النفسية .
(ب) تجتنب الخمر والبيرة والتدخين والمخدرات .
(جـ) تتناول الأغذية الصحية التي مر ذكرها صفحة 58 . وإضافة
إلى ذلك تتناول كوبين من اللبن «الحليب» يومياً لبناء عظام الجنين .
(د) معالجتها لمرض السكر وفقر الدم والأمراض السارية ـ خصوصا الزهرية منها إذا كانت مصابة بها ـ ويتم ذلك قبل الزواج .
بعد الولادة :
أولا : أخي الزوج ! أختي الزوجة ! لا تعصيا ربكما واحذرا أن تتعاونا على إثم كبير وعدوان صارم على أولادكم بعدم تغذيتهم باللبن الذي أعده الله سبحانه وتعالى لهم في مستودعه الخاص ، وهو ثدي المرأة ، وذلك في مدة قررها لا تزيد على عامين قمريين ولا تنقص عن 21 شهراً قمرياً . وإياكما أن تغفلا عن زق الطفل بالمادة الصفراء التي تخرج من الثدي قبل اللبن ، وهي المسماه «اللباء» ، فإنها من أهم مقومات صحته . واعلما بأن حرمان الطفل من رضاعة الثدي يؤدي إلى تخلفات عديدة أهمها :
(أ) فقدان الطفل لحنان أمه الذي يتلقاه أثناء مص الثدي ، فيؤدي ذلك إلى تخلفه عن النمو الكامل .
(ب) سرعة حمل المرأة التي لا ترضع الرضاعة المقررة بصورة قد تضر صحتها .
(جـ) تقلص رحم المرأة ببطء في حال إرضاع طفلها من غير ثديها . وذلك ما يهم الزوج بصورة ملموسة ...
(د) يكون الطفل عرضة لأمراض عديدة منها ترتبط بالقلب وأخرى بالشرايين والأعصاب والدماغ ، وبالتالي يفقد المناعة ضد الأمراض العامة . والجدير بالذكر هو أن التغذية الصحيحة للمرضعة توفر الحليب الكافي للطفل . ومن أهم الأغذية التي تزيد كمية الحليب . . التمر «البلح» مع كوبين من لبن البقر صباحاً ـ العدس ـ الزيتون ـ التين . فلا تغفلا بصورة خاصة عن العدس الأسود أو الأخضر لا الأحمر ، وكذلك سبع تمرات على الاقل يومياً (راجعا صفحة 59) خصوصا الخبز الأسمر بنخالته .
ثانياً : (أ) يتغذى الطفل بعد فطامه بالأغذية الحية التي مر ذكرها ، وأنادي الوالدين مرة أخرى لاجتنابهما عن الخبز الأبيض الذي نزعت عنه نخالته ، وليكرهانه إلى أولادهما . وأنبهما إلى البطاطس فهي من أحسن الأغذية ولكن بشرطين :
1 ـ تؤكل مسلوقة لا مقلية .
2 ـ لا يُنزع قشرها عند الأكل ـ كما ثبت في علم الأغذية ـ (النصحية للوالدين أيضاً) .
(ب) يجتنب الأولاد شدة الحرارة والبرودة في الأطعمة والمشروبات فإنها تضر صحتهم ، خصوصا بالنسبة إلى «الللوزتين». (النصيحة للوالدين أيضا).
(جـ) أيها الوالدان : مرنا أولادكما على المضغ الجيد للطعام ، ففي ذلك الفائدة العظمى لصحتهم . (النصحية لكما أيضا) .
(د) أيها الوالدان : دربا أولادكما على النظافة ، خصوصا تقليم الأظفار مرة واحدة على الأقل خلال الأسبوع ، وعلى تنظيف الأسنان ورعاية صحتها (كما في صفحة 46)(1) . وكذلك دربٌاهم على استقامة الظهر عند القراءة والكتابة بتهيئة ما يجتنبون به انحناء العمود الفقري . واحذرا أن يتعود اولادكم بالجلوس أمام التليفزيون بمسافة تكون أقل من مترين، ففي ذلك خطر على أبصارهم (النصيحة لكما أيضا).
(هـ) أيها الوالدان : بادرا إلى معالجة مرض السعال إذا أصيب به أحد أولادكما، ويجب عليكما وقايته من المشروبات الباردة بشدة ، وتناول الحوامض والأطعمة الممزوجة بالفلافل والبهارات والمقليات. فالإهمال قد
____________
(1) خصوصا المضمضة مباشرة بعد تناول السكريات السائلة ، والأطعمة الحلوة ، بعد إخراج أجزائها بالعيدان أو الخيوط الطبية ، وكذلك تنظيفها بالفرشاة والمعجون عندما النوم .
يؤدي إلى إصابة الرئتين بالتدرن (نعوذ بالله) وكذلك إذا شكا أحد أولادكما التهابا في إحدى أذنيه فلا تستهينا شكواه ، بل سارعا إلى درء الخطر قبل تفاقمه (النصيحة لكما أيضا).
(و) أيها الوالدان : قويا إرادتكما وكونا مسيطرين على شهوتكما وهواكما باتباع أمور تجلب لكما الصحة في تعذيتكما ، وربيا أولادكما على ذلك :
(أ) اجتناب الشاي مع الطعام أو بعده مباشرة ، فإنه يصد نفوذ مادة الحديد الموجودة في الطعام إلى الدم ، فلا يُشرب إلا بعد ساعتين من تناول الطعام على الأقل (كما ورد في علم التغذية)(1) ومن ضعفت إرادته في طعام الصباح فليقو إرادته عند طعام الظهر والعشاء.
(ب) كلا الفاكهة قبل الطعام (كما ورد إجماع الأطباء على هذا الأمر) ولا تتبعا ما هو المتعارف بين الناس.
(جـ) حاولا أن تكون مائدة الطعام محتوية على ما يأتي :
1 ـ الملح (تناول مقدار نصف حمصة ابتداء ومثله اختتاما للطعام)(2).
2 ـ الخضرة (البقدونس ـ النعناع ـ الفجل وغيرها).
3 ـ التمر «البلح».
4 ـ اللبن «الزبادي» .
(د) وهذا الأمر الأخير هو أهم الأمور فإنه الإسراف في الطعام والشراب ، فقد ثبت في علم الطب أن أكثر الأمراض تطرأ نتيجة امتلاء المعدة بصورة كلية . ويكفينا تحذيرا قول الله سبحانه وتعالى : (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وقد روى أن رجلا سأل الحسن بن علي
____________
(1) تتركز حيوية الإنسان وقوته على غنى دمه بالحديد ، فنعوذ بالله من مرض «فقر الدم».
(2) راجع (صفحة: 47).
عليهما السلام عن أمور يستغني باتباعها عن الطبيب ، فأجابه قائلاً ما مضمونه « اقبل إلى الطعام وأنت تشتهيه ، وقم عنه وأنت تشتهيه ، وامضغ الطعام مضغاً جيدا، وعرض نفسك على بيت الخلاء عند النوم».
(هـ) أيها الوالدان : أناديكما مخلصا مرة أخرى ، إذا كنتما مدمنين بالتدخين فأقول لكما باختصار : « عجبا لحالكما! كيف تفرحان وتبتهجان لإحراق سيكارتكما، ولا تحزنان لإحراق كيان صحتكما وصحة أولادكما(1) ، وكذلك الجنين في بطن أمه» فإن أعرضتم عن قولي فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أولاً : يجب على الإنسان أن يعلم بأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقه عبثاً(2)، بل خلقه لتحقيق الهدف السامي وهو البحث عن كنه مسيره في هذه الحياة وبعدها ، فيسأل كيف بدأ المسير وإلى أين ينتهي ؟ فالجواب هو قول الله سبحانه وتعالى : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) (المؤمنون / 115).
وقوله تعالى أيضاً : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات / 56).
ولا تتحقق عبادة الإنسان لربه إلا بتشييده لبناء الدين الحنيف في قلبه ، وذلك هو بناء الإسلام الذي علمه سبحانه وتعالى كيفية إقامته ليكون قاعدة رصينة لتقويم مدنيته وحضارته ، وبالتالي لإحراز سعادته في الدنيا والآخرة ،
____________
(1) يتلوث هواء المسكن بالدخان فيضر الساكنين .
(2) راجع صفحة (31) .