أنت هنا: الرئيسية المكتبة الاسلامية سماحة الاسلام وحقوق الأقليات الدينية في مدرسة أهل البيت عليهم السلام سادساً ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النجاشي :
 
 


سادساً ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النجاشي :

البريد الإلكتروني طباعة

كتاب سماحة الإسلام وحقوق الأقليات الدينية ص 68 ـ 73

سادساً ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النجاشي :

    « بسم الله الرحمن الرحيم : من محمّد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة ، انّي أحمد اليك الله الملك القدوس السلام المهيمن ، وأشهد أنّ عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة ، فحملت بعيسى ، واني أدعوك إلى الله وحده لاشريك له ، فإن تبعتني وتؤمن بالذي جاءني فانّي رسول الله ، وقد بعثت إليك ابن عمّي جعفراً ومعه نفر من المسلمين ، والسلام على من اتبع الهدى » (1).

68b"

سابعاً ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المقوقس :

    « بسم الله الرحمن الرحيم : من محمّد بن عبدالله إلى المقوقس عظيم القبط ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فانّي أدعوك بداعية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرّتين ، فإن تولّيت فإنّ عليك إثم القبط ، و( يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الأَّ نَعْبُدَ الأَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) » (2).

ثامناً ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلىالمنذربن ساوي العبدي صاحب البحرين :

    كتب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المنذر بن ساوي كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام ، فكتب المنذر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله : أما بعد يارسول الله فانّي قرأت كتابك على أهل البحرين ، فمنهم من أحبّ الإسلام وأعجبه ودخل فيه ، ومنهم من كرهه ، وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إليّ في ذلك أمرك.
____________
(1) بحار الأنوار 20 : 392 .
(2) مكاتيب الرسول 2 : 417 .


( 69 )


    فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله : « بسم الله الرحمن الرحيم : من محمّد النبي رسول الله إلى المنذر بن ساوي : سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو ، أما بعد : فان كتابك جاءني ورسلك ، وانه من صلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا واستقبل قبلتنا ، فانه مسلم ، له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، ومن أبى فعليه الجزية » (1).

تاسعاً ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى يهود خيبر :

    « بسم الله الرحمن الرحيم : من محمّد رسول الله صاحب موسى وأخيه المصدّق لما جاء به ، ألا إنّ الله قال لكم : يامعشر أهل التوراة ، وانكم لتجدون ذلك في كتابكم : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِْنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (2) وإني انشدكم بالله ، وانشدكم بما أنزل عليكم ، وانشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسباطكم المنّ والسلوى ، وأنشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاكم من فرعون وعمله إلاّ أخبرتموني هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمّد ؟ فإن كنتم لا تجدون ذلك في كتابكم فلا كره عليكم (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (3) فأدعوكم إلى الله ونبيه » (4).
____________
(1) مكاتيب الرسول 2 : 659 .
(2) سورة الفتح : 48 | 29 .
(3) سورة البقرة : 2 | 256 .
(4) مكاتيب الرسول صلى الله عليه وآله 2 : 487 .


( 70 )



العاشر ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى هوذة الحنفي :

    « بسم الله الرحمن الرحيم : من محمّد رسول الله إلى هوذة بن علي ، سلام على من اتّبع الهدى ، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر أسلم تسلم ، وأجعل لك ما تحت يديك » (1).

الحادي عشرـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الحارث بن أبي شمر الغساني :

    « بسم الله الرحمن الرحيم : من محمّد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر ، سلام على من اتّبع الهدى وآمن به وصدق ، وانّي أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له يبقى لك ملكك » (2).
    ومن ملاحظة جميع هذه المكاتيب يتّضح ان هدفها الأول والأخير هو الدعوة إلى الإيمان بالله عزّوجلّ ، وتحقيق حلم الأنبياء جميعاً بأن يُعبد الله في أرضه ولا يشرك به شيئاً.


المبحث الثالث
شـرائط الذمّـة


    الأول : الموافقة على دفع الجزية.
    الثاني : أن لا يفعلوا ما ينافي الامان ضد المسلمين ، مثل العزم على حرب المسلمين ، أو امداد المشركين بالمال والسلاح.
    الثالث : أن لا يؤذوا المسلمين في أعراضهم أو السرقة لأموالهم ، أو إيواء
____________
(1) مكاتيب الرسول 2 : 343 .
(2) مكاتيب الرسول 2 : 457 .


( 71 )


عين المشركين ضدهم.
    الرابع : أن لا يتظاهروا بالمنكرات ، كشرب الخمر والزنا وأكل لحم الخنزير ونكاح المحارم ، ومن ذلك أن يحدثوا كنيسة جديدة أو بيعة ، أو يضربوا ناقوساً ، وما شاكل ذلك.
    الخامس : أن يجري عليهم أحكام المسلمين من ناحيتي الولاية والقضاء.
    السادس : أن لا يربّوا أولادهم بالمنع عن معرفة الدين الاسلامي ولا غير أولادهم ممّن يريد ذلك ، بل يجب عليهم اعطاؤهم الحرية والاختيار في الدين كمطالعة الكتب الإسلامية وحضور مجالس المسلمين ونحو ذلك.
    السابع : أن لا يأووا إليهم أعداء الإسلام (1).
    فلو اشترطت عليهم هذه الشرائط أو غيرها ، وجب على الكفار الالتزام بها ، وإن اخلّوا بها مع الشرط ، فقد أخلوا بالذمة وخرجوا عن ذمة الإسلام ، واما الشرطان الأولان فحاصلان على كل حال ، بمعنى انهم يخرجون عن الذمة بنقضهما أو أحدهما ولو لم يشترطا بصراحة في العهد.
    وطرف الذمة من المسلمين هو الإمام أو نائبه ، وهو المشرف الرئيسي على تطبيق الشروط ، وطرفها الآخر هم أهل الكتاب من النصارى واليهود والمجوس دون غيرهم ، بل لا يخلو الحاق المجوس من اشكال ، فضلاً عن الصابئة ، ونتيجتها انهم إذا التزموا بالشروط يرتفع عنهم القتال والاستعباد ويقرون على أديانهم ، ويسمح لهم بالسكنى في دار الإسلام آمنين على أنفسهم وأموالهم ، بل
____________
(1) المبسوط في فقه الإمامية 7 : 272 ، الكافي في الفقه : 250 ، 251 ، تذكرة الفقهاء 9 : 317 وما بعدها ، رياض المسالك 8 : 48 ، جواهر الكلام 21 : 267 ، تحرير الوسيلة 2 : 501 ، ما وراء الفقه / السيد محمّد صادق الصدر 10 : 183.


( 72 )


يجب ضمان الدفاع عنهم إذا اعتدى عليهم معتد ، فانّ هذا هو معنى دخولهم في ذمة الإسلام ، كما يجب عليهم ان يدافعوا عن المسلمين لو حصل الاعتداء عليهم ، ولكن لو تركوا ذلك فقط ، لم يخلّوا بشرائط الذمة ، ما لم يكن مشترطاً عليهم في العهد الاصلي.
    ولا يجوز لأهل الذمّة احداث الكنائس والبيع والصوامع والاديرة وبيوت النيران في بلاد الإسلام ، والبلاد الداخلة في ذمة الإسلام ، وإذا أحدثوها خرجوا عن الذمة.
    واما إذا كانت هذه الامور موجودة قبل الفتح ، فاما أن يشترط إزالتها في العهد الاصلي أولا ، فإن اشترط وجب إزالتها ، وإن رفضوا خرجوا عن العهد ، وإن اشترطوا استمرارها وجب الالتزام لهم ، وإن لم يشترطوا شيئاً ، فإن كان بقاؤها منافياً لمظاهر الإسلام وشوكته ، فعلى ولي الأمر هدمها وإزالتها ، وإلاّ فلا مانع من إقرارهم عليها...
    إن شرائط الذمة لا يتعيّن فيها إلاّ اثنان ، وهما الشرطان الأولان من الشرائط الستة السابقة ، وأمّا الشرائط الاُخرى ، فيتبع في تعيينها وزيادتها ونقصها ، وضع المجتمع الفعلي ، والمصلحة الوقتية عند وضع الشروط.
    وانما ذكر الفقهاء هذه الشروط كنماذج للشرائط التي تكون غالباً موافقة مع المصلحة العامة...
    وان المجتمع الكتابي بعد قبوله لشروط الذمة يجب حفظ نفوسه وأمواله عن اعتداء المسلمين وغيرهم افراداً كانوا أو جماعات ، كما يقر على دينه وطقوسه وعاداته.
    وانّ من نتائج قبول هذه الشرائط ، امكان اختلاط أفراد المجتمعين المسلم


( 73 )


والذمّي ببعضهم البعض ، اختلاطاً غير محدود ، من جميع الجهات المنظورة والجائزة في الشرع الاسلامي ، وخاصة إذا قلنا بطهارة أهل الكتاب ، وقلنا بجواز التزاوج معهم كما عليه جملة من الفقهاء ، فسوف يكون الاختلاط كاملاً من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والاسرية كذلك (1) .
    والفلسفة من هذه الشرائط هي باختصار الحفاظ على سيادة الدولة وكيانها من الفساد ومن الاضطراب والانحلال والضعف الذي يترتّب على عدم ضبط مثل هذه الأمور الملحة في المجتمع ، والالتزام بها يجعل المجتمع آمناً لا اضطراب فيه ، ويكون الناس آمنين على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم سواء أكانوا مسلمين أم أهل ذمّة.

*    *    *

____________
(1) ماوراء الفقه 10 : 183 ـ 192.